
تعرف مناطق الواحات بجنوب شرق المغرب بغنى موروثها الثقافي والايكولوجي، ومرد ذلك الى امتدادها التاريخي العريق، وتفاعل مختلف المشارب الاثنية والعرقية التي تواجدت فيها في مراحل مختلفة من التاريخ.
ولعل واحات افركلة نموذج حي لهذا المعطى، وهذا ما تؤكده الروايات التاريخية التي تناولت المنطقة بالدرس والتحليل. واحات تحتل موقعا جغرافيا مهما وتزخر بمؤهلات ثقافية وطبيعية قد تؤهلها لتحتضن مشاريع تعود بالنفع على ساكنتها.
وتعرف هذه الواحات تحديات جمة وصعبة اليوم، ما يستدعي التدخل لتحليلها واكتشاف جوانبها الخفية وذلك لتحقيق قفزات نوعية في مسار التنمية، مع الاخذ بعين الاعتبار مختلف التأثيرات على الصعيدين الوطني والدولي.
في هذا الاطار نظمت جمعية واحة المعرفة ندوة علمية لتسليط الضوء على دور البحث العلمي في تنمية مناطق الواحات، السبت الماضي بتنجداد، وهدفت الجمعية الى لم شمل الباحثين ومختلف المتدخلين في سيرورة تنمية هذه المناطق، من فاعلين مدنيين وسياسيين وغيرهم، بغية تبادل التجارب والخبرات والخروج بتوصيات ترافعية وافكار مشاريع مستقبلية تقحم الجميع في ظل مقاربة تشاركية.
واجمع الحضور على اهمية هذا الموضوع وعلى استعدادهم للانخراط في هذا الورش الواحاتي التنموي الذي قامت الجمعية باستنهاضه، الا وهو التكامل المعرفي من خلال مشاركة مختلف المختصين في مجالات علمية متنوعة.
واختتم اللقاء برفع توصيات اهمها، العمل على بلورة مشروع جمعوي تربوي يهدف الى التعريف بالمخاطر البيئية وباهداف التنمية المستدامة لصالح مختلف فئات الحياة الواحاتية، تقوية قدرات الباحثين الشباب والفاعلين المدنيين عبر المواكبة والتكوين، تجميع البحوث المتراكمة حول مناطق الواحات في قاعدة بيانات متاحة للباحثين والفاعلين على شتى الاصعدة، الترافع من اجل انشاء قناة إذاعية مهتمة بالواحات وخلق تحفيزات ومنح للباحثين المتميزين.
يذكر ان جمعية واحة المعرفة جمعية فتية اسسها مجموعة من الشباب الباحثين بتنجداد ينتمون لتخصصات علمية متنوعة ويجمعهم هم واحد وهو تحقيق تنمية مندمجة بواحات درعة تافيلالت، ويعزمون على الانفتاح وربط جسور التواصل مع مختلف الفاعلين بالجهة وبالوطن اجمع في افق الانخراط في المنتظم الدولي الرامي الى خدمة المجتمعات البشرية لتحقيق اهداف التنمية المستدامة.

